رغم كثرة الدراسات والمقالات التي أرَّخَت لوقائع نشأة الفن المصري الحديث، ومحطات نموه، وملامح تحولاته وتطوره، التي تميزت بتفاوتها على مستويات التدقيق البحثي، فإن ثمة ثِقة مُفرطة يمكن ملاحظتها في تكرار اللاحقين ما ورد في كتابات السابقين، أفضت إلى الخروج بالكثير من النتائج المنقوصة والدلالات المُجتَزَأة. فعديد الكتابات التوثيقية، الدائرة في فلَك هذا التاريخ النوعي، تتعدد دلائل اعتماد كاتبيها على النقل المباشر المُطمئنّ، من دون مُراجعةٍ أو تمحيص أو اختبار، من عددٍ قليلٍ من المصادر المحدودة التي شاعت وحَظِيَ مؤلِّفوها بدرجةٍ من الشهرة، وبالكثير من الثقة، إلى أن صارت مؤلفاتُهم في حُكم الثوابت التي لا تُناقَش، والحقائق التي لا تُراجَع. ومع تعاقُب النقلِ عن مَنقولٍ عن ناقل، ومع توالي ترديد المكرَّر والذائع من المعلومات، استقرَّت في ذاكرة الفن المصري الحديث أخطاءٌ، وشاعت معلومات وأفكار لا سَند لها مِن الحقيقة.