سيطر التاريخ المقارن على المجال العلمي خلال عقود عديدة، وانشغل به الباحثون تنظيرًا وممارسةً وتطويرًا، ولم تستطع منهجية أخرى، خلال فترة طويلة، منافسته وفرض نفسها بدلًا منه، حتى نادى بعضهم بتتويجه "ملك المناهج التاريخية". لكنّ المتغيرات السياقية التي عايشها العالم بأكمله خلال العقود الأخيرة، خاصة مع العولمة، هزّت "عرش" التاريخ المقارن، وأفرزت الساحة العلميّة "شبكة" من المنهجيات التي تستجيب لمتطلبات السياق الجديد. وتسعى هذه الدراسة إلى التعريف بأهم المقاربات والمناهج التاريخية المعاصرة التي ما زالت في أوج ديناميكيتها وتطورها، منها: تاريخ التداول الثقافي والتاريخ المتصل والتاريخ المتشابك والتاريخ المتقاطع والتاريخ عبر القومي.