إنّ حمدان خوجة هو أحد الرجالات المركزيين في تاريخ الجزائر، لكونه كان مؤثرًا في العديد من الأحداث التي عرفتها الجزائر في بداية الاحتلال الفرنسي؛ ما جعل شخصيته مجالًا خِصبًا للعديدِ من الأبحاث مدحًا أو ذمًّا. لكنّ كثيرًا من الإشكالات التي أثيرت حوله، ولا تزال تُثار بشأن مواقفه، لم ترتكز على مُراسلاته إلى الباب العالي المحفوظة في الأرشيفات العثمانية؛ لذا حاولت هذه الدراسة إعادة تقديم مواقفه من خلال مُراسلتين من مجموع مراسلاته. وتكمُن أهمية هاتين المراسلتين في كونهما تحملان بعضًا من آرائه الصريحة، بطريقة مختلفة عمَّا تظهر في آثاره الأخرى. وتُقسم هذه الدراسة إلى محورين؛ أولهما يُعرِّف بالوثيقتين وأهميتهما، في حين يتتبع ثانيهما مواقف خوجة المختلفة بشأن المسألة الجزائرية.