تُقدّم هذه الدراسة قراءة نقدية لنتائج الأبحاث الأثرية التي انصبّ اهتمامها على دراسة بنايات مدينة وليلي إبان الفترة الموريطانية. وتستهدف إبراز تحوّلات المجال الحضري للمدينة الموريطانية من خلال الوقوف على جزئيات كل تحوّل على حدة، قصد فهمه في إطاره الجغرافي والتاريخي. وقد خلصت الدراسة إلى اختزال تحوّلات المجال الحضري للمدينة خلال الفترة المذكورة في ثلاثة تحوّلات رئيسة: الأول مثّل النواة الأولى للمدينة التي انطبقت على إقامة المعبد البوني؛ وشكّل الثاني مرحلة ثانية من تطور المدينة، برزت أساسًا في إحاطة المجال الحضري الذي امتدّ في الحي المركزي والجنوبي بسور دفاعي على غرار مدن العالم القديم؛ أما التحول الثالث، فلم يقتصر مجاله الحضري على التوسع داخل المجال الموطن داخل السور فحسب، إنما امتدّ إلى خارجه أيضًا، في حيي التل وقوس النصر.