ربما تلخّص التحديات التي واجهت حقلَ الدراسات التاريخية في العراق الحديث،
مجملَ التحديات التي واجهت العلوم الاجتماعية والإنسانية، في سائر الدول
الوطنية الناشئة في حقبة ما بعد الاستعمار، غير أنها تظهر في حقل الدراسات
التأريخية بشكل أوضح مما هي عليه في سائر هذه العلوم، بسبب أن هذا الحقل لم
يكن - في سياق نشأته وتطوره في بلد كالعراق والأطر السوسيولوجيّة لهذه
النشأة - مجرد حقل علمي أكاديمي، بل إنه ارتبط - على نحو ما وبهذا القدر أو
ذاك - بعملية بناء الدولة الناشئة وإنتاج ذاكرتها والسرديات عنها، وتطورات
نظمها السياسية، وأشكال هذه النظم، ولا سيما شكلها السلطوي المزمن.
ومن ثم، لم يكن حقلُ الدراسات التاريخية محصنًا من كل هذا السياق.