يُعتبر "بيت المغرب بالقاهرة" أول مؤسسة رسمية ثقافية مغربية منظمة خارجية في تاريخ المغرب الحديث، ويُدرج تأسيسه ضمن سياسة إرسال البعثات العلمية إلى الخارج التي دشّنها السلطان مولاي الحسن في نهاية القرن التاسع عشر. وساعدت الدولة الإسبانية الحامية على تأسيس هذا البيت؛ بسبب حاجتها إلى دعم الدول العربية وفك العُزلة عنها. بيد أن هذا البيت سيتحول إلى بؤرة لتأجيج الوعي الوطني لثلة من الطلبة المغاربة الذين سيكون لهم دور في الحركة الوطنية لاحقًا. وتُسلّط وثائق أرشيف "باريلا" الضوء على أهمية هذا البيت وطرائق تمويله، وأهداف إسبانيا من دعمه، كما تبرز عمل جواسيسها في تتبع تحركات الطلبة المغاربة هناك، من خلال تدبيج تقارير عن أدق تحركاتهم وميولاتهم واتصالاتهم بالشخصيات المصرية وغيرها، كما تُخبرنا هذه التقارير عما كان يعانيه هؤلاء الطلبة المغاربة جراء سوء تدبير هذه المؤسسة.