دأبت الدول القوية، في إطار حركات التوسع ومن منطلق الشعور بالقوة، في السعي لتقسيم العالم واقتسامه؛ أي تقسيم العالم إلى مناطق خصبة ومناطق فقرة، ومناطق خاضعة ومناطق يمكن إخضاعها. كما سعت في إطار توازن القوى والمنافسة والصراع بينها لاقتسام العالم الضعيف وإخضاعه للاستغلال، والهيمنة على المجالات الحيوية، والتحكم في الأسواق. انطلاقًا من هذا الموضوع وفي إطار الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس بيكو، نظّم برنامج التاريخ بمعهد الدوحة للدراسات العليا بالتعاون مع مجلة أسطور ندوةً علميةً خُصصت لموضوع "اقتسام العالم، بمناسبة مئة سنة على اتفاقية سايكس بيكو"، وذلك يومَي 26 -27 كانون الأول/ ديسمبر 2016، في الدوحة - قطر. شارك فيها عدد من المؤرخين والباحثين العرب. وقد قاربت الندوة الموضوع من زوايا مختلفة تهمّ، على نحوٍ خاصّ، الفاعلين في تقسيم العالم في القرن العشرين، وتستحضر السياق التاريخي لاتفاقيات سايكس بيكو، رابطةً بين ما قبل الاتفاقية وما بعدها. وقد ألحّ العديد من المساهمين على أنّ اقتسام العالم كان ظاهرةً تضرب بجذورها في القِدم.