يحلل راناجيت غُهَا في دراسته الشهيرة هذه، التأريخَ الذي تناول حركات التمرد الفلاحية في الهند المستعمَرة. وأطروحته الأساسية في هذا التحليل هي أنَّ المؤرخين الذين درسوا هذه الحركات لم يأخذوا في الحسبان وعيَ الفلاحين الخاص، ولذلك وصفوا تمرداتهم بأنها هبّات عفوية أو اكتفوا بدراسة خلفيتها الاقتصادية والاجتماعية. يأخذ غُها على هؤلاء المؤرّخين أنّهم ينظرون إلى التمرد على أنّه خارجيّ بالنسبة إلى وعي الفلاحين. وهو يرى أنّ هذه المشكلة لا تعود إلى استخدام المؤرخين غير النقدي للمصادر الرسمية فحسب، بل إلى إسقاطهم وعيهم الخاص على الموضوع الذي يتفحصونه أيضًا. هكذا يجد غُهَا أنّ ثمّة بقعة عمياء تسم ضروب الخطاب التاريخي المختلفة التي يدعوها بالأولي والثانوي والثالثي. ولا يقلّ استجلاؤه هذه البقعة العمياء ونقدها عن تهيئة الأرضية لمنهجية جديدة في التأريخ، منهجية تعيد الاعتبار لوعي التابع، بما في ذلك تديّنه، وتترك له أن يتكلم ويفعل بوصفه ذات تاريخه.