تحاول هذه الدراسة مساءلة الخطاب النقدي لدى رءوف عباس؛ باعتباره أحد أقطاب مؤرخي جيل الستينيات من القرن العشرين في عالمنا العربي، ممن عانوا الكتابة وإشكالياتها النقدية، وخاضوا غمار التجريب في دراسة تاريخ المجتمع ومكوناته، والكشف عن دور البنية الاجتماعية والاقتصادية في تحديد مسار تطور هذا المجتمع. ولئن كانت منطلقاته الفكرية قد شكلت، على مستوى الممارسة، بعض أسس منهجيته في الكتابة، في حقل تخصصه الأثير "التاريخ الاجتماعي"، فإنها عكست في الوقت ذاته خلاصة مواقفه النقدية إزاء كثير مما كان يُنشر، من إنتاج أكاديمي، على مدار النصف الثاني من القرن العشرين.