تُعدُّ الحركة الصليبية التي خرجت من الغرب الأوروبي نحو الشرق الإسلامي من أهم مظاهر العلاقات بين العالمَين الإسلامي والأوروبي في العصور الوسطى، وأحد الإرهاصات المبكرة لحركة الاستعمار الأوروبي في العصر الحديث. وتكمن خطورة هذه الحركة في أنها دفعت المسلمين – وهي أوّل مرة في تاريخهم منذ حركة الفتوح الكبرى – إلى الانتقال من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدفاع، خاصة بعد أنْ بدا أن المشروع الصليبي الاحتلالي إنما جاء لكي يبقى على نحو دائمٍ.