نقاش في نظرية بول وِتِك عن قيام الدولة العثمانية

ظلّت نظرية المؤرخ النمساوي بول وِتِك أقوى النظريات حتى ثمانينيّات القرن العشرين في تفسر قيام الدولة العثمانية وتوسّعها، فقد بدأت تتعرَّض لانتقادات شديدة أدّت إلى تقويضها إلى حدٍّ كبير. يناقش الباحث، استنادًا إلى الدراسات الحديثة، صحّة الأُسس المادية والفكرية لتلك النظرية، ويخرج باستنتاج مفاده أنها نظريةٌ تجاوزها الزمن ولم تعُد مقبولةً لتفسر قيام الدولة العثمانية لسببين: الأوّل أنّ وِتِك لم يفهم معنى "الغزو" لدى العثمانيين الأوائل ضمن إطاره التاريخيّ الصحيح، بل فهمه بمعنى "الجهاد في سبيل الله" ونشر الإسلام. والثاني أن هناك الكثير من الشكوك بشأن توظيفه الأدلّة التي اعتمد عليها لإثبات فرضيّته، وهي الفصل الخاص بالعثمانيين ضمن كتاب إسكندرنامه، والكتابة المنقوشة على جامع "شهادات" في بورصة سنة 1337 م. ويتبيّن من خلال البحث أن وِتِك قد تلاعب بالأدلّة التي كانت بين يديه، وأن جميع الأُسس الفكرية والمادية التي استخدمها لا تدعم نظريته. وفي النتيجة، فإن نظريته لم تعد صالحةً لتفسير قيام الدولة العثمانية.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

ظلّت نظرية المؤرخ النمساوي بول وِتِك أقوى النظريات حتى ثمانينيّات القرن العشرين في تفسر قيام الدولة العثمانية وتوسّعها، فقد بدأت تتعرَّض لانتقادات شديدة أدّت إلى تقويضها إلى حدٍّ كبير. يناقش الباحث، استنادًا إلى الدراسات الحديثة، صحّة الأُسس المادية والفكرية لتلك النظرية، ويخرج باستنتاج مفاده أنها نظريةٌ تجاوزها الزمن ولم تعُد مقبولةً لتفسر قيام الدولة العثمانية لسببين: الأوّل أنّ وِتِك لم يفهم معنى "الغزو" لدى العثمانيين الأوائل ضمن إطاره التاريخيّ الصحيح، بل فهمه بمعنى "الجهاد في سبيل الله" ونشر الإسلام. والثاني أن هناك الكثير من الشكوك بشأن توظيفه الأدلّة التي اعتمد عليها لإثبات فرضيّته، وهي الفصل الخاص بالعثمانيين ضمن كتاب إسكندرنامه، والكتابة المنقوشة على جامع "شهادات" في بورصة سنة 1337 م. ويتبيّن من خلال البحث أن وِتِك قد تلاعب بالأدلّة التي كانت بين يديه، وأن جميع الأُسس الفكرية والمادية التي استخدمها لا تدعم نظريته. وفي النتيجة، فإن نظريته لم تعد صالحةً لتفسير قيام الدولة العثمانية.

المراجع