شعريّةُ التاريخ

​يبقى عمل هايدن وايت تاريخ التاريخ: المخيّلة التاريخية في أوروبا القرن التاسع عشر (صدرت طبعته الأولى في عام 1973، ونقدّم هنا ترجمة "المدخل" فيه) كتابًا أساسيًا في فهم طبيعة الكتابة التاريخية. يرى وايت في هذا العمل الكلاسيكي أنَّ ثمّة محتوى بنيويًا يكمن وراء المستوى السطحيّ الذي تبديه النصوص التاريخية. وهذا المحتوى الشعري والألسني الذي يدعوه وايت "العنصر الميتا تاريخي"؛ يعمل في الأساس كإطار مفهومي حاكم (بارادايم) لما يجب أن يكون عليه التفسير التاريخي اللائق. وكي يدعم وايت أطروحته، فإنه يحلل أساليب الكتابة المعقدة لدى مؤرّخين مثل ميشليه ورانكه وتوكفيل وبوركهارت، وفلاسفةِ تاريخ مثل ماركس وهيغل ونيتشه وكروتشه. وهذا العمل هو أول عمل في تاريخ التأريخ يركّز على الكتابة التاريخية بوصفها كتابة؛ ما يجرّد التاريخ من مكانته كأساس وطيد للحقيقة الواقعية، ويعلي من شأن السرد بوصفه جوهر التاريخيّة، ويحدد مدى الزيف في كلّ تمييز بين التاريخ والأيديولوجيا على أساس علمية مزعومة تُنْسَب إلى الأول.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​يبقى عمل هايدن وايت تاريخ التاريخ: المخيّلة التاريخية في أوروبا القرن التاسع عشر (صدرت طبعته الأولى في عام 1973، ونقدّم هنا ترجمة "المدخل" فيه) كتابًا أساسيًا في فهم طبيعة الكتابة التاريخية. يرى وايت في هذا العمل الكلاسيكي أنَّ ثمّة محتوى بنيويًا يكمن وراء المستوى السطحيّ الذي تبديه النصوص التاريخية. وهذا المحتوى الشعري والألسني الذي يدعوه وايت "العنصر الميتا تاريخي"؛ يعمل في الأساس كإطار مفهومي حاكم (بارادايم) لما يجب أن يكون عليه التفسير التاريخي اللائق. وكي يدعم وايت أطروحته، فإنه يحلل أساليب الكتابة المعقدة لدى مؤرّخين مثل ميشليه ورانكه وتوكفيل وبوركهارت، وفلاسفةِ تاريخ مثل ماركس وهيغل ونيتشه وكروتشه. وهذا العمل هو أول عمل في تاريخ التأريخ يركّز على الكتابة التاريخية بوصفها كتابة؛ ما يجرّد التاريخ من مكانته كأساس وطيد للحقيقة الواقعية، ويعلي من شأن السرد بوصفه جوهر التاريخيّة، ويحدد مدى الزيف في كلّ تمييز بين التاريخ والأيديولوجيا على أساس علمية مزعومة تُنْسَب إلى الأول.

المراجع