مراجعة كتاب "المسالك والبلدان في بلاد الشام في العصور القديمة والوسطى"

يصنّف هذا الكتاب ضمن كتب الجغرافية التاريخية وكتب الموسوعات، أو كما وصفه مؤلفه بأنه "مدخل إلى الطبوغرافيا التاريخية السورية". ومازال هذا العمل يحتفظ بأهميته على الرغم من صدوره باللغة الفرنسية قبل نحو مئة عام للمستشرق وعالم الآثار الفرنسي الموسوعي رينيه دوسو [René Dussaud] (1868-1958). ولا تقلُّ ترجمته إلى اللغة العربية أهميةً عنه; لأنها أوصلته إلى شريحةٍ واسعةٍ من القرّاء العرب. وهو يمثّل وجهة نظر استشراقيه أوروبية نحو تاريخ المنطقة وإشكاليته. وقد ساهمت وجهة النظر هذه وأمثالها بوضع سياسات وحدود، وخلق كيانات ما زالت المنطقة تعاني آثارها حتى اليوم. ولا بد من تأكيد أنّ فترة ظهوره مهمة; إذ جاءت بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار آخر خلافة إسلامية والسيطرة الأوروبية الفعلية على المنطقة، وهي بهذا تُعد منعطفًا مهمًا في تاريخ بلاد الشام والعالم العربي، وهي الفترة أيضًا ا التي شهدت خلق الكيانات (الدول) الحديثة في المنطقة بأيدي غربية بالدرجة الأولى. يتتبع الكاتب الطرق والمسالك القديمة، ومن خلالها يتتبع تاريخ المنطقة والحملات العسكرية والدروب التي سلكتها والمواقع والبلدات التي مرت منها والمعارك التي خاضتها; وذلك من خلال الآثار وما كتبه المؤرخون والرحالة وما حفظته الوثائق. ونستطيع القول إنه كتابٌ موسوعي بامتياز، ويمكن تشبيهه في كثيرٍ من الوجوه بمعجم البلدان لياقوت الحموي.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

يصنّف هذا الكتاب ضمن كتب الجغرافية التاريخية وكتب الموسوعات، أو كما وصفه مؤلفه بأنه "مدخل إلى الطبوغرافيا التاريخية السورية". ومازال هذا العمل يحتفظ بأهميته على الرغم من صدوره باللغة الفرنسية قبل نحو مئة عام للمستشرق وعالم الآثار الفرنسي الموسوعي رينيه دوسو [René Dussaud] (1868-1958). ولا تقلُّ ترجمته إلى اللغة العربية أهميةً عنه; لأنها أوصلته إلى شريحةٍ واسعةٍ من القرّاء العرب. وهو يمثّل وجهة نظر استشراقيه أوروبية نحو تاريخ المنطقة وإشكاليته. وقد ساهمت وجهة النظر هذه وأمثالها بوضع سياسات وحدود، وخلق كيانات ما زالت المنطقة تعاني آثارها حتى اليوم. ولا بد من تأكيد أنّ فترة ظهوره مهمة; إذ جاءت بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار آخر خلافة إسلامية والسيطرة الأوروبية الفعلية على المنطقة، وهي بهذا تُعد منعطفًا مهمًا في تاريخ بلاد الشام والعالم العربي، وهي الفترة أيضًا ا التي شهدت خلق الكيانات (الدول) الحديثة في المنطقة بأيدي غربية بالدرجة الأولى. يتتبع الكاتب الطرق والمسالك القديمة، ومن خلالها يتتبع تاريخ المنطقة والحملات العسكرية والدروب التي سلكتها والمواقع والبلدات التي مرت منها والمعارك التي خاضتها; وذلك من خلال الآثار وما كتبه المؤرخون والرحالة وما حفظته الوثائق. ونستطيع القول إنه كتابٌ موسوعي بامتياز، ويمكن تشبيهه في كثيرٍ من الوجوه بمعجم البلدان لياقوت الحموي.

المراجع