الصراع السياسي في المغرب قبيل الحماية الفرنسية

​يستقرئ البحث طبيعة الصراع السياسي الذي شهده المغرب في فترة ما قبل الحماية الفرنسية عام 1912م، وهي مرحلة مخاض وتحوّل سياسيين، مهّدت بطريقة أو بأخرى للسقوط السياسي للمخزن، بعد أن كشفت الانتفاضات والصراعات السياسية علله المزمنة وأزماته الحادة. تتتبع الورقة محاور الصراع السياسي من خلال ثلاثة عناصر رئيسة; يتناول العنصر الأول التنافس السياسي بين أسرتين مخزنيتين خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهما آل الجامعي وآل بن موسى، وما أسفر عنه من إنهاك مؤسسة المخزن، والحد من الكاريزما التي تمتعت بها، خاصة خلال فترة حكم الحسن الأول (1873-1894). فيما درس العنصر الثاني أبرز حركتين أسهمتا في استنزاف إمكانات المخزن المادية والرمزية، وهما حركة الجيلاني ابن إدريس الزرهوني الذي دخل في مواجهة مسلحة مع جيوش السلطان عبد العزيز; واختصت الحركة الثانية حركة الريسوني في اختطاف الأجانب، وفي توتر العلاقة بين المخزن والقوى الأجنبية، وما نتج عنها من إرهاق مالية المخزن وقيمه الرمزية والسياسية. أما العنصر الثالث فخصص للكشف عن طبيعة الصراع بين الفاعلين السياسيين المباشرين (السلطان عبد العزيز، وأخيه عبد الحفيظ)، وما نتج عنه من حراك سياسي داخلي مشفوع ببروز المدونات الدستورية وأشكال التعاقد السياسي التي حاولت التأصيل للواقع الجديد. كما أشرنا إلى أهمية استقراء مخبر التاريخ، لمساءلة الواقع الراهن على أساس أنّ صور التاريخ تظلّ متحركة ومساعدة على فهم الحاضر بكل تعقيداته ومظاهره المتباينة والمختلفة.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​يستقرئ البحث طبيعة الصراع السياسي الذي شهده المغرب في فترة ما قبل الحماية الفرنسية عام 1912م، وهي مرحلة مخاض وتحوّل سياسيين، مهّدت بطريقة أو بأخرى للسقوط السياسي للمخزن، بعد أن كشفت الانتفاضات والصراعات السياسية علله المزمنة وأزماته الحادة. تتتبع الورقة محاور الصراع السياسي من خلال ثلاثة عناصر رئيسة; يتناول العنصر الأول التنافس السياسي بين أسرتين مخزنيتين خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهما آل الجامعي وآل بن موسى، وما أسفر عنه من إنهاك مؤسسة المخزن، والحد من الكاريزما التي تمتعت بها، خاصة خلال فترة حكم الحسن الأول (1873-1894). فيما درس العنصر الثاني أبرز حركتين أسهمتا في استنزاف إمكانات المخزن المادية والرمزية، وهما حركة الجيلاني ابن إدريس الزرهوني الذي دخل في مواجهة مسلحة مع جيوش السلطان عبد العزيز; واختصت الحركة الثانية حركة الريسوني في اختطاف الأجانب، وفي توتر العلاقة بين المخزن والقوى الأجنبية، وما نتج عنها من إرهاق مالية المخزن وقيمه الرمزية والسياسية. أما العنصر الثالث فخصص للكشف عن طبيعة الصراع بين الفاعلين السياسيين المباشرين (السلطان عبد العزيز، وأخيه عبد الحفيظ)، وما نتج عنه من حراك سياسي داخلي مشفوع ببروز المدونات الدستورية وأشكال التعاقد السياسي التي حاولت التأصيل للواقع الجديد. كما أشرنا إلى أهمية استقراء مخبر التاريخ، لمساءلة الواقع الراهن على أساس أنّ صور التاريخ تظلّ متحركة ومساعدة على فهم الحاضر بكل تعقيداته ومظاهره المتباينة والمختلفة.

المراجع