هذا الكتاب، بحث معمّق في تاريخ الإساءة والكراهية بين عالمي الإسلام والمسيحية، وكيف استمر منذ القرن السابع الميلادي حتى بواكير القرن الحادي والعشرين، وكيف اختلط التاريخ بالأسطورة، واختلطت الحقيقة بالخرافة، والمصالح بالمعتقدات لتنتج لنا تاريخ الكفار على الجانبين. يحاول مؤلِّف الكتاب أن يتتبّع النقاط الحاسمة التي تركت آثارًا عميقة في تاريخ العلاقات بين العالمين الإسلامي والمسيحي، والتي تمكّننا من فهم تاريخ العداوة والكراهية بينهما. ويتوقف الكاتب عند هذه اللحظات الحاسمة التي اكتسبت أبعادًا أسطورية وخرافية، وأنتجت آثارًا لم يتوقعها حتى من أطلقوها أنفسهم منذ القرن السابع وحتى القرن الحادي والعشرين الميلادين. وانطلاقًا من هذه النقاط المحددة، يتتبّع المؤلف تاريخ العلاقة، وكيف تشكلت صورة الكافر في الجانبين، بناء على الصورة التي رسمتها هذه النقاط بالكلمة المنطوقة والمكتوبة والمطبوعة والمصورة. ويغطي الكتاب مساحة شاسعة في الزمان والمكان على السواء، وحدوده تمتد من جنوب الجزائر وفيينا في الشمال إلى المحيط الأطلسي غربًا وبحر العرب والمحيط الهندي شرقًا، ويخرج أحيانًا عن تلك الحدود، ولكن مركزه يبقى عالم البحر المتوسط، بحثًا عن تاريخ هذه العداوة، وكيف خلقت وكيف بقيت وكيف استمرت حتى يومنا هذا؟