قُسمت القراءة إلى محاور عدة، جرى فيها تناوُل شكل الكتاب ومضمونه الذي يمكن اختصاره في كونه مذكرات سجلها المؤلف عندما كان أسيراً في مراكش وتحدث فيها عن السلطان المغربي أحمد المنصور الذهبي المتوفى سنة 1603م، والأسرى البرتغاليين، وتنافس القوى الكبرى، خاصة إسبانيا وتركيا وإنكلترا، بشأن المغرب. ثم عولجت الموجهات الناظمة التي وجهت تقنيات السرد للمؤلف، فتبيّن أنه جعل مسألة افتداء الأسرى البرتغاليين في المغرب القضية المركزية والإشكال الأساسي في مذكراته، كما هيمنت عليه النزعة الوطنية البرتغالية والانتماء المسيحي. أما في ما يخص القراءة في منهج المؤلف، فقد استُخلص أنه تأسس على ثلاثة مرتكزات: استحضار التاريخ كأداة لإعادة الاعتبار للبرتغال والأسرى البرتغاليين، ثم مقاومة الذاكرة للفراغ والنسيان، والرؤية للآخر بمنظور التعالي والدونية، إذ تبيَّن أنه على الرغم من ربط الأحداث بأسبابه، فإن هيمنة التحليل الديني على إنتاجه بدا واضحًا. وتمت مناقشة مدى موضوعيته في سياق انجذابه إلى انتمائه الحضاري. من ناحية الإضافات التاريخية، أُبرز أن الكتاب يساهم في رسم صورة جديدة عن المغرب والجوالي الأوروبية المقيمة فيه. كما يساهم في اختراق المسكوت عنه في تاريخ المغرب خلال عصر حكم السلطان أحمد المنصور، ويتجاوز ما لم تستطع المصادر العربية البوح به، ويضيف نصوصاً جديدة تتعلق بالتاريخ الاقتصادي والاجتماعي للمغرب في تلك الحقبة، ومن ثم يسمح بإعادة طرح أسئلة جديدة حول عوائق التطور التاريخي للدولة المغربية.