التاريخ الاجتماعي للجواري في مصر قبيل عصر التحديث: نفيسة خاتون "المرادية" نموذجًا

​تركّز هذا المقالة على دراسة شخصية نسائية تنتمي إلى صفوة نساء المجتمع، في مرحلة شديدة التقلّب وعدم الاستقرار، بين آخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، إنّها "السيدة نفيسة" التي خطفها اللصوص من إحدى القرى الجبلية بجورجيا، وتمّ بيعها في سوق الجلابة (بيع العبيد) بالقاهرة. شاءت الأقدار أن تصبح الستّ نفيسة محظيّة ثمّ زوجة لأقوى أميرين من كبار الأمراء المماليك (الأمير علي بك الكبير، والأمير مراد بك)، واللذين حاولا الانفراد بحكم مصر، في محاولة لتأكيد النزعة الانفصالية عن التبعية العثمانية. وقد انعكست هذه التطوّرات على حياة الستّ نفيسة؛ إذ ارتفع قدرها وتمتّعت بمكانة خاصّة في المجتمع المملوكي؛ إذ صارت على رأس الحريم المملوكي، فأصبحت تُلقّب ب "الستّ نفيسة الكبرى"، وامتلكت نتيجة لذلك ثروة عقارية كبيرة، ما جعلها بالفعل من أشدّ نساء النخبة المملوكية ثراءً. بيد أنّ هذه الحياة الرغدة والرفاهية، تعرّضت لتطوّرات مؤسفة بين آخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، تلك التطوّرات التي قلبت حال معيشتها، وجعلتها تدخل دوّامة المعاناة، ولا سيما مع اتجاه حاكم مصر (محمد علي باشا) للتخلّص من الطبقة المملوكية (من خلال ما عُرف بمذبحة القلعة 1811)، والتي لم تعش بعدها الستّ نفيسة سوى سنوات قليلة؛ إذ ماتت عام 1816.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​تركّز هذا المقالة على دراسة شخصية نسائية تنتمي إلى صفوة نساء المجتمع، في مرحلة شديدة التقلّب وعدم الاستقرار، بين آخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، إنّها "السيدة نفيسة" التي خطفها اللصوص من إحدى القرى الجبلية بجورجيا، وتمّ بيعها في سوق الجلابة (بيع العبيد) بالقاهرة. شاءت الأقدار أن تصبح الستّ نفيسة محظيّة ثمّ زوجة لأقوى أميرين من كبار الأمراء المماليك (الأمير علي بك الكبير، والأمير مراد بك)، واللذين حاولا الانفراد بحكم مصر، في محاولة لتأكيد النزعة الانفصالية عن التبعية العثمانية. وقد انعكست هذه التطوّرات على حياة الستّ نفيسة؛ إذ ارتفع قدرها وتمتّعت بمكانة خاصّة في المجتمع المملوكي؛ إذ صارت على رأس الحريم المملوكي، فأصبحت تُلقّب ب "الستّ نفيسة الكبرى"، وامتلكت نتيجة لذلك ثروة عقارية كبيرة، ما جعلها بالفعل من أشدّ نساء النخبة المملوكية ثراءً. بيد أنّ هذه الحياة الرغدة والرفاهية، تعرّضت لتطوّرات مؤسفة بين آخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، تلك التطوّرات التي قلبت حال معيشتها، وجعلتها تدخل دوّامة المعاناة، ولا سيما مع اتجاه حاكم مصر (محمد علي باشا) للتخلّص من الطبقة المملوكية (من خلال ما عُرف بمذبحة القلعة 1811)، والتي لم تعش بعدها الستّ نفيسة سوى سنوات قليلة؛ إذ ماتت عام 1816.

المراجع