تتناول هذه الدراسة وثيقة "الخلافة وسلطة الأمة" على نحو تُُقرأ فيه بوصفها دراسة تاريخية وفقهية وقانونية؛ وذلك انطلاقًًا من فرضية أنها شكّّلت التمهيد النظري والأيديولوجي لإلغاء الخلافة، بعد توقيع معاهدة لوزان. وتستند الدراسة في ذلك إلى السياق التاريخي لدعوة "تفريق السلطنة عن الخلافة" من خلال تلك الوثيقة وأهمّّ ما تضمّّنته من أفكار، وتداعيات "التفريق"، ثم "الإلغاء"، على الفكر العربي الإسلامي من خلال نموذجين، هما: محمد رشيد رضا وعلي عبد الرازق. وتخلص إلى أن ردّّات الفعل السياسية والأيديولوجية والدينية وإنْْ تركّّزت لاحقًًا في قرار إلغاء الخلافة، فإنّّ دور وثيقة "الخلافة" الضمني المحوري، بوصفه بردايمًًا بحثيًًّا، لدى المفكرين والباحثين والفقهاء في العالم الإسلامي كان بيّّنًًا، وذا تأثير مهمّّ في إثارة نقاشات بينهم.