تحاول هذه الدراسة قياس مدى مشروعية الاستناد إلى كتب التراجم والطبقات لإثارة المسائل المتعلقة بالديموغرافيا التاريخية ومدى توافق المعلومات التي توفّرها هذه المؤلفات مع الأدوات الإحصائية ومقاصدها المعرفية والمنهجية. وقد اخترنا لتطبيق النظريات الديموغرافية دراسةَ رمزية تطوّر نسب الوفيات ودلالاتها ومتوسّط أعمار النخب العلمية، بالاعتماد على بيانات تخصّ 471 شخصية عاشت بإفريقية بين منتصف القرن 8 ونهاية القرن 9ه/ 14 - 15 م، وذلك وفق منهجية تقوم على المقاربة الإحصائية، وتشبيك المعلومات الموجودة في المصادر، إضافة إلى الانفتاح على جميع الإحصاءات التي توصّلت إليها البحوث المهتمّة بدراسة سكّان الحواضر الإسامية على مدى أزمنة تاريخية مختلفة. أمّا القصد من تنويع المناهج، فهو تقديم نتائج منطقية وأصدق تعبيرًا عن الواقع الديموغرافي للفترة موضوع الدرس.