المؤرخ والرحلة أو كيف تتصدّر الرحلة مدوّنة المؤرخ؟ الرحلة المغربية والشرق العثماني أنموذجًا

مقدمة

تُعتبر الرحلات من بين المصادر التي يلجأ إليها المؤرخ لإنجاز بحوثه التاريخية؛ فعلى الرغم من اعتماده على المصادر التاريخية الأساسية، وعلى رأسها الوثائق وكتب التاريخ، وخصوصًا في ما يتعلق بالتاريخ السياسي، فإنه يضطر إلى اللجوء إلى كتب الرحلات لإيجاد أجوبة عن بعض الجوانب في ما هو اجتماعي وثقافي ذهني وفكري وديني وصوفي، فتتحول الرحلة بذلك إلى نوع من المصادر الأولية، تجعل المؤرخ يحوّلها إلى نصوص مركزية حاسمة. ولعل المثال على ذلك "الرحلة المغربية إلى الشرق العربي الإسلامي خلال الفترة الحديثة"، حيث توفّر موادها الدسمة أجوبة عن كل ما يتعلق بالنواحي الاجتماعية والثقافية، قد تغيب كلّيًا أو جزئيًا في المصادر الأخرى، التاريخية منها على الخصوص؛ إذ توفر مادة عن أحوال السفر وظروفه والطرق ووسائل النقل، البرية منها والبحرية، والتنظيم، والأمن، والقبائل والمدن، والموانئ، والعادات والتقاليد، والمساجد، والأضرحة والزوايا، وتقدم معلومات ديموغرافية وطوبوغرافية مهمة، وغير ذلك، في مجال يمتد من بلاد المغارب وحتى الحجاز، مرورًا بمصر والشام وفلسطين وإستانبول... إلخ. إنها مادة تفرض احتياطيات منهجية في التعامل معها، وخصوصًا من حيث صدقية المعلومات وذاتية الرحّالة وموقفه من الأحداث والوقائع، تضطر المؤرخ إلى تغيير آليات الاشتغال في كتاباته، اعتمادًا على الرحلات.

  1. ما السياق الذي ازدهرت فيه الرحلة المغربية إلى الشرق العثماني؟
  2. من هم الرحّالة المغاربة الذين ارتادوا الشرق العثماني؟ وما نصوص الرحلات التي أرّخت للشرق العثماني وتمكّنت من التحول إلى مصدر أساسي للتأريخ؟
  3. ما المضامين والمجالات التي توفّرها متون الرحلات؟ وما الانطباعات والمواقف التي تقدمها الرحلات عن المشاهد في الشرق العثماني؟ وكيف أُعيد إنتاج المشاهد اليومية في مشرق السلطنة العثمانية عند الرحّالة؟

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

مقدمة

تُعتبر الرحلات من بين المصادر التي يلجأ إليها المؤرخ لإنجاز بحوثه التاريخية؛ فعلى الرغم من اعتماده على المصادر التاريخية الأساسية، وعلى رأسها الوثائق وكتب التاريخ، وخصوصًا في ما يتعلق بالتاريخ السياسي، فإنه يضطر إلى اللجوء إلى كتب الرحلات لإيجاد أجوبة عن بعض الجوانب في ما هو اجتماعي وثقافي ذهني وفكري وديني وصوفي، فتتحول الرحلة بذلك إلى نوع من المصادر الأولية، تجعل المؤرخ يحوّلها إلى نصوص مركزية حاسمة. ولعل المثال على ذلك "الرحلة المغربية إلى الشرق العربي الإسلامي خلال الفترة الحديثة"، حيث توفّر موادها الدسمة أجوبة عن كل ما يتعلق بالنواحي الاجتماعية والثقافية، قد تغيب كلّيًا أو جزئيًا في المصادر الأخرى، التاريخية منها على الخصوص؛ إذ توفر مادة عن أحوال السفر وظروفه والطرق ووسائل النقل، البرية منها والبحرية، والتنظيم، والأمن، والقبائل والمدن، والموانئ، والعادات والتقاليد، والمساجد، والأضرحة والزوايا، وتقدم معلومات ديموغرافية وطوبوغرافية مهمة، وغير ذلك، في مجال يمتد من بلاد المغارب وحتى الحجاز، مرورًا بمصر والشام وفلسطين وإستانبول... إلخ. إنها مادة تفرض احتياطيات منهجية في التعامل معها، وخصوصًا من حيث صدقية المعلومات وذاتية الرحّالة وموقفه من الأحداث والوقائع، تضطر المؤرخ إلى تغيير آليات الاشتغال في كتاباته، اعتمادًا على الرحلات.

  1. ما السياق الذي ازدهرت فيه الرحلة المغربية إلى الشرق العثماني؟
  2. من هم الرحّالة المغاربة الذين ارتادوا الشرق العثماني؟ وما نصوص الرحلات التي أرّخت للشرق العثماني وتمكّنت من التحول إلى مصدر أساسي للتأريخ؟
  3. ما المضامين والمجالات التي توفّرها متون الرحلات؟ وما الانطباعات والمواقف التي تقدمها الرحلات عن المشاهد في الشرق العثماني؟ وكيف أُعيد إنتاج المشاهد اليومية في مشرق السلطنة العثمانية عند الرحّالة؟

المراجع