تحاول هذه الدراسة استقراء جنسٍ من الكتابة الكلاسيكية ونعني به كتب التراجم، للوقوف على مدى مشروعية اعتماد مثل هذه المصنّفات عند تناول مسائل اجتماعية وثقافية مثل موضوع الرحلة، وما اتّصل بها من تراث أدبي المعروف بـ "أدب الرحلة". وذلك من خلال توظيف أدوات إحصائية كمية وأخرى نوعية، قصد رصد مختلف المعطيات الواردة بكتب التراجم، وإعادة بنائها وفق ما نروم بلوغه من استنتاجات حول الرحلة وأغراضها واتجاهاتها، بالتركيز خاصّة على الرحلة العلمية، فضلًا عن رصد المصنّفات التي راكمت مدوّنة الرحلة خلال العصر العثماني، استنادًا إلى عيّنات من مصنّفات التراجم المشرقية - وتحديدًا المصرية والشّامية منها - التي كُتبت خلال القرنين 11-12ه/ 17-18م.