تتناول هذه الدراسة عودة الأمد الطويل مؤخرًا في الأبحاث التاريخية، باعتباره نمطًا رئيسًا من أنماط التحليل التاريخي الذي يضع في الواجهة القضايا الكبرى والتاريخ الشامل، وذلك بعد اختفاءٍ دام سنوات طويلة، ساد خلالها التاريخ المحلي الغارق في التفاصيل، المبني على الرؤية القصيرة الأمد، الذي فتَّت الدراسات وحصرَها في دائرة ضيقة من القراء، وعوّق الأعمال التركيبية المتماسكة. لكن هذه العودة، التي تيسّرها وفرة الأدوات والبيانات الرقمية، تؤطّرها طموحات جديدة تتمثل في الرغبة في المساهمة في تفسير الأحداث والظواهر من منظور عالمي، وتقديم أبحاث تركيبية يقرؤها المتخصصون وغير المتخصصين، وإثراء النقاش المرتبط بالسياسات العامة إلى جانب باقي الفاعلين في العلوم الإنسانية والاجتماعية المجاورة.