ازدادت أهمية الذاكرة في المعرفة التاريخية بعد الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك في المغرب. بعد مرحلة الكتابة الكولونيالية، بدأ مؤرخون في كتابة تاريخ وطني لتعزيز الهوية والوحدة الوطنية. خلال سنوات الاستقلال الأولى، استُحضرت النضالات الوطنية ضد الحماية لبناء الشرعيات السياسية، بينما في "سنوات الرصاص"، هيمن منظور الدولة الأحادي للذاكرة. ومنذ سبعينيات القرن الماضي، ظهر اتجاه جديد في الكتابة التاريخية، متأثر بمدرسة الحوليات الفرنسية، وركّز على التاريخ الاجتماعي والاقتصادي، من دون الاهتمام بالذاكرة. مع التحوّلات منذ التسعينيات وإنشاء "هيئة الإنصاف والمصالحة"، أُعيد بناء سردية الذاكرة بمنظور تصالحي. واليوم، تشهد الكتابة التاريخية المغربية ميلاد موضوع جديد هو الذاكرة.