يهدف هذا العمل إلى دراسة الحوار الأيقونوغرافي بين الأمويين والبيزنطيين والبحث في دلالاته الأيديولوجية والسياسية، وذلك في أفق تاريخ التمثّلات الذي يخضع الرمزي والمتخيّل الجماعي إلى دائرة التأويل التاريخي. وقد اشتمل العمل على أقسام ثلاثة: قسم أول، اشتغل بالخوض في فرضية التزام الفكرة الأيقونوغرافية الدينية لدى الأمويين بذاكرة النبي، وبارتباطها لدى البيزنطيين بالجدل اللاهوتي المسيحي حول طبيعة المسيح. وقسم ثانٍ، سعى لمتابعة السجال الأيقونوغرافي في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، من خلال نموذجي قبة الصخرة والعملة العربية، بغرض البرهنة على أنّ خطاب المواجهة الأموي اقتضى التركيز على فكرة التجريد لتقويض العقيدة الأرثوذكسية للإمبراطور البيزنطي، وللتعبير عن الوضع الإمبراطوري للخلافة. أما القسم الأخير، فسعى للبحث في علاقة حركة الإمبراطور البيزنطي ليون الثالث، في عمليّة تحطيم الصور الدينية، بالخطاب الأيديولوجي والسياسي للخليفتين عمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك بن مروان والوقوف على دلالاتها السياسية، واتّجه البحث في هذا المستوى أيضًا إلى إثارة الحديث عن الدور المسكوت عنه للخليفة عمر بن عبد العزيز في تاريخية الحرب على الأيقونات في بيزنطة.