انطلقت في أوروبا، خلال القرن الخامس عشر، حركة ترجمة للكتب الإغريقية والرومانية على نطاق واسع، وشكّّل التراث الإغريقي والروماني المكتوب أحد الأسس الفكرية المهمة للحضارة الغربية الحديثة، وساهم في تشكيل وعيها بالآخََر، وبمجالاته الجغرافية. تُُسلّّط هذه الدراسة الضوء على الكتاب الخامس من التاريخ الطبيعي لبلينيوس، نموذجًًا للمصادر القديمة، وتحاول فهم التصور الذي شكّّله عن شمال أفريقيا القديم على المستويََين الطبيعي والبشري، وذلك من خلال تحليل موضوعاتي لمتن الكتاب، وكيفية تأثير ذلك في تشكيل نظرة الغرب الحديثة إلى شمال أفريقيا، والمساهمة في تغذية مشاريعها الاستعمارية.