تتناول هذه الدراسة، انطلاقًا من متن منوّع، العلاقة بين التربية على قيم حقوق الإنسان والسياق السياسي والتربوي في المغرب منذ الاستقلال. حدد المؤلفان ثلاث حقب في تطور التربية على قيم حقوق الإنسان: مرحلة الكمون (ما قبل عام 1992) التي طبعها التسلّط والبيداغوجيا التقليدية القائمة على التكرار والحفظ؛ ومرحلة الظهور (الفترة 1992-2000)، وهي مرحلة الانبثاق، اتّسمت بالانفتاح السياسي والتدريس بالأهداف ومراجعة البرامج، مع الحرص على الطابع التقليدي في المناهج المدرسية. والمرحلة الأخيرة (منذ عام 2000 إلى اليوم)، هي مرحلة أجرأة وإعادة تنظيم التربية على قيم حقوق الإنسان، التي تميّزت بسياق سياسي أكثر ملاءمة، وباختيارات تربوية تراهن أكثر على فاعلية المتعلم. ويلاحظ في نهاية البحث أن تطور التربية على حقوق الإنسان، مثله مثل تطور المقاربة البيداغوجية، محكومان بالتطور السياسي.