تستهدف هذه الدراسة إبراز جوانب هامشية مما كان يعيشه المجتمع المغربي من مشاكل وظواهر تدخل ضمن المحظور من الممارسات واتساع دائرتها، ويتعلق الأمر برصد ظاهرة تربية الخنزير في المغرب خلال القرن التاسع عشر، وإبراز التأثير الأوروبي في انتشارها وتحوّلها إلى نشاط اقتصادي مُدرّ للدخل بعد أن كانت للتغذية فحسب، وما خلّفته من مشاكل أثّرت في النسيج الاجتماعي وأضرّت بالمصالح الاقتصادية للمغاربة، أمام عجز السلطة المغربية عن مواجهة الضغوط الأوروبية التي واكبت انتشارها. تمثل هذه الدراسة فرصة للخوض في مسألة الصور الذهنية التي تختزنها الذاكرة الجماعية للمجتمع المغربي لهذا الحيوان، عبر استحضار الشواهد التاريخية التي تضيء جانبًا من علاقة المغاربة به.