تسلّط هذه الدراسة الضوء على الأرشيفات في إسرائيل، وتعالج السياسة التي
اتبعتها الحكومات الإسرائيلية في إحكام إغلاق الوثائق والملفات المتعلقة
بحرب 1948 والنكبة والقضية الفلسطينية، التي تتناقض أو تختلف مع الرواية
التاريخية الإسرائيلية، ولا سيما الوثائق ذات الصلة بطرد الفلسطينيين من
وطنهم وارتكاب جرائم حرب في حقهم. وتقف الدراسة على الخطوات التي اتّخذتها
المؤسسة الإسرائيلية في مواجهة كشف المؤرخين الجدد وغيرهم الوثائق
الإسرائيلية من الأرشيفات الإسرائيلية التي تتناقض مع الرواية التاريخية
الإسرائيلية، وتكليفها أحد أشدّ أجهزة الأمن سرية ورهبة، بإجراء فحص شامل
للأرشيفات في إسرائيل، وإعادة إغلاق الوثائق والملفات المتعلقة بالنكبة
والقضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي، التي تتناقض مع الرواية
التاريخية الإسرائيلية. وتتناول الدراسة، بالعرض والتحليل، وثيقة
بالغة الأهمية، دوّنتها في 30 حزيران/ يونيو 1948 المخابرات العسكرية
الإسرائيلية، بعنوان "حركة هجرة العرب الفلسطينيين في الفترة
1/12/1947-1/6/1948"، والتي كشف النقاب عنها معهد عكيفوت في سنة 2019.
وتتناقض هذه الوثيقة تناقضًا شاملًا مع جميع مركبات الرواية التاريخية
الإسرائيلية في خصوص قضية تهجير الفلسطينيين من فلسطين، وتُحمّل المنظمات
العسكرية اليهودية والجيش الإسرائيلي مسؤولية تهجير الفلسطينيين في الفترة
المذكورة أعلاه.