أَسْفَارُ الأُلْعُبَان:مسلمٌ من القرن السادس عشر بين عالمين

​هذا النصّ هو مدخل كتاب ناتالي زيمون ديفيز أَسْفَارُ الأُلْعُبَان: مسلمٌ من القرن السادس عشر بين عالمين الذي صدر في طبعات عديدة حمل بعضها العنوان الفرعي البحث عن ليون الأفريقي. وقد عَدَّ ستيفن غرينبلات، عمدة "التاريخانية الجديدة" ومنظّرها، هذا الكتاب روعةً من روائع صنعة المؤرّخ. تعرِض ديفيز في هذا المدخل لمادتها، حياة الحسن الوزّان أو ليون الأفريقي وأعماله، لا سيما كتابه وصف أفريقيا، وتلاحظ أنّ مقدارًا كبيرًا من الصمت والغموض يلفانها، سواء في أوروبا حيث أُسِرَ أو في شمال أفريقيا التي عاد إليها بعد طول غياب. وهي تتفحّص تفحّصًا نقديًا مفصّلًا كل ما قيل عن الوزان، في التأريخ والجغرافيا كما في التحقيق والسيرة والأدب. ولعلّ الأهمّ في هذا المدخل هو أنّ ديفيز لا تعمَد إلى وضع عملها هذا في سياق أعمالها وما طرأ على منهجيتها ورؤيتها التاريخية من تغيّرات فحسب، بل أيضًا في سياق ما طرأ من تبدّل المنهجيات والرؤى عمومًا وصولًا إلى لحظة كتابته. فمن الاهتمام بالبشر قليلي الشأن في كتبها السابقة إلى الاهتمام بالمواجهة بين أوروبا وأفريقيا، ومن طرائق التفكير القطبية في النظر إلى علاقة المستعمِر بالمستعمَر إلى فكرة الهجنة والمنطقة الوسطى، إنّما من دون التخلي عن فكرتي السيطرة والمقاومة، كما يفعل هومي بابا، مثلًا، ومن دون أيّ تناسٍ للسياسات الشرسة التي تمارسها الحكومات تجاه الغرباء والاستغلال الاقتصادي والجنسي للمهاجرين، للتركيز بدلًا من ذلك على ضروب التبادل الثقافي واستراتيجيات الوافدين في التكيّف.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​هذا النصّ هو مدخل كتاب ناتالي زيمون ديفيز أَسْفَارُ الأُلْعُبَان: مسلمٌ من القرن السادس عشر بين عالمين الذي صدر في طبعات عديدة حمل بعضها العنوان الفرعي البحث عن ليون الأفريقي. وقد عَدَّ ستيفن غرينبلات، عمدة "التاريخانية الجديدة" ومنظّرها، هذا الكتاب روعةً من روائع صنعة المؤرّخ. تعرِض ديفيز في هذا المدخل لمادتها، حياة الحسن الوزّان أو ليون الأفريقي وأعماله، لا سيما كتابه وصف أفريقيا، وتلاحظ أنّ مقدارًا كبيرًا من الصمت والغموض يلفانها، سواء في أوروبا حيث أُسِرَ أو في شمال أفريقيا التي عاد إليها بعد طول غياب. وهي تتفحّص تفحّصًا نقديًا مفصّلًا كل ما قيل عن الوزان، في التأريخ والجغرافيا كما في التحقيق والسيرة والأدب. ولعلّ الأهمّ في هذا المدخل هو أنّ ديفيز لا تعمَد إلى وضع عملها هذا في سياق أعمالها وما طرأ على منهجيتها ورؤيتها التاريخية من تغيّرات فحسب، بل أيضًا في سياق ما طرأ من تبدّل المنهجيات والرؤى عمومًا وصولًا إلى لحظة كتابته. فمن الاهتمام بالبشر قليلي الشأن في كتبها السابقة إلى الاهتمام بالمواجهة بين أوروبا وأفريقيا، ومن طرائق التفكير القطبية في النظر إلى علاقة المستعمِر بالمستعمَر إلى فكرة الهجنة والمنطقة الوسطى، إنّما من دون التخلي عن فكرتي السيطرة والمقاومة، كما يفعل هومي بابا، مثلًا، ومن دون أيّ تناسٍ للسياسات الشرسة التي تمارسها الحكومات تجاه الغرباء والاستغلال الاقتصادي والجنسي للمهاجرين، للتركيز بدلًا من ذلك على ضروب التبادل الثقافي واستراتيجيات الوافدين في التكيّف.

المراجع