من الضروري أن نوضح، في البداية، أنّ الكتابة التاريخية في مصر الحديثة والمعاصرة قد عرفت أشكالًا وطرائق وأساليبَ مختلفة من الكتابة، بدءًا من مرحلتها التقليدية حتى مرحلة الكتابة العلمية، وشهدت أجيالًا من المؤرخين، هواةً ومحترفين، وربما كان أحدثهم جيل المدرسة الأكاديمية، الذي تبنّى منهج البحث العلمي وطبّقه، وقد برزت هذه المدرسة في أوائل القرن العشرين. واستمرت على ما هو معروف، حتى استقرت "مهنة التأريخ" وصارت نشاطًا فكريًا قائمًا بذاته يحترفها متخصصون ممّن درسوا التاريخ دراسة علمية أكاديمية، سواء في الجامعات الأوروبية أو في الجامعات المصرية، ثم اشتغلوا بتدريس التاريخ وقدّموا فيه أعمالًا علمية، وصار التأريخ مجال مهنتهم تدريسًا وتأليفًا.