يتكوّن الكتاب من ستة مباحث تميزت بالتناسق في البناء، والتوازن في حجم المساحة، مع مدخل تمهيدي نظري خصصه المؤلف لتفكيك مفهوم الأقلية، واستعراض الدراسات السوسيوسياسية التي صيغت حوله، ليستنبط منها معيارًا دقيقًا لمفهوم الأقلية، بنى على أساسه فكرة مشروع بحثه.
على المستوى الببليوغرافي، وعلى الرغم من قلة النصوص التي تلقي الضوء على هذه الفئة الاجتماعية المهمّشة في التاريخ، فإن الباحث قام بالتقاطات ذكية من النصوص الجغرافية، وأدب الرحلات، والنوازل الفقهية. كما استند إلى الرصيد المتوافر في مكتبة ميشيل أماري، إضافة إلى الأرشيف الوثائقي الصقلي، وخاصة المكتبة المركزية لجهة صقلية التي حررت وثائقها باللغتين العربية واللاتينية. كما اعتمد على مجموعة من الدراسات الحديثة عربيةً وأجنبيةً. وبهذا الرصيد الببليوغرافي المهم الذي ناهز مئة مصدر ومرجع، تمكّن المؤلف من إلقاء أضواء كاشفة على أوضاع الأقلية الإسلامية في مدينة صقلية خلال الحقبة مدار الدراسة.