التاريخ الجزئي شيئان أو ثلاثة أشياء أعرفها عنه

تعيد هذه المقالة بناء سلسلة النَّسب الفكري لمدرسة "التاريخ الجزئي" Microhistory وصولًا إلى لحظتها لدى مؤرّخيها الإيطالين الذين ينتمي إليهم الكاتب. هكذا، تتقصّى هذه المقالة، على نحوٍ راجع، أصول مصطلح "التاريخ الجزئي" لدى مختلف الباحثين والأدباء والمؤرّخين وصولًا إلى استخدامه لدى المدرسة الإيطالية. وتكتشف، في سياق ذلك، ضروبًا من التشابه والتباين في هذه الاستخدامات تعود إلى ما يقف خلفها من مقاربات مختلفة، بل متضادة في بعض الأحيان. تبيّن المقالة، إذًا، ما يصل، وما يقطع، بين "التاريخ الجزئي" من جهة، و"التاريخ الحدثيّ" و"التاريخ المحلي" و"التاريخ القصير" و"التاريخ الجديد" وسوى ذلك، من جهة أخرى. ففي "التاريخ الجزئي" ثمة تضافر لمجموعة من الخصال والمزايا، منها اختزال نطاق الرصد والملاحظة، والتحليل الدقيق لوثائق محددة، ورفض الاختيار بين السيرة الفردية والتاريخ المتسلسل، والاهتمام بالسرد، وتحويل ما يواجه التوثيق من عقبات وفرضيات وشكوك وانعدام لليقين إلى جزء من السرد، وتحويل البحث عن الحقيقة إلى جزء من عَرْضِ الحقيقة المتحصّلة الناقصة بالضرورة، والوعي الواضح بأنّ جميع الأطوار التي يتكشّف من خلالها البحث هي أطوار مبنيّة بناءً وليست معطاةً أو مسبّقة، والإلحاح على السياق سواء كان الموضوع ذا أهمية معترف بها أو من عوالم قليلة الشأن، بحيث تغدو العلاقة بين البعد الجزئي والبعد السياقي الأكبر المبدأ الناظم في السرد.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

تعيد هذه المقالة بناء سلسلة النَّسب الفكري لمدرسة "التاريخ الجزئي" Microhistory وصولًا إلى لحظتها لدى مؤرّخيها الإيطالين الذين ينتمي إليهم الكاتب. هكذا، تتقصّى هذه المقالة، على نحوٍ راجع، أصول مصطلح "التاريخ الجزئي" لدى مختلف الباحثين والأدباء والمؤرّخين وصولًا إلى استخدامه لدى المدرسة الإيطالية. وتكتشف، في سياق ذلك، ضروبًا من التشابه والتباين في هذه الاستخدامات تعود إلى ما يقف خلفها من مقاربات مختلفة، بل متضادة في بعض الأحيان. تبيّن المقالة، إذًا، ما يصل، وما يقطع، بين "التاريخ الجزئي" من جهة، و"التاريخ الحدثيّ" و"التاريخ المحلي" و"التاريخ القصير" و"التاريخ الجديد" وسوى ذلك، من جهة أخرى. ففي "التاريخ الجزئي" ثمة تضافر لمجموعة من الخصال والمزايا، منها اختزال نطاق الرصد والملاحظة، والتحليل الدقيق لوثائق محددة، ورفض الاختيار بين السيرة الفردية والتاريخ المتسلسل، والاهتمام بالسرد، وتحويل ما يواجه التوثيق من عقبات وفرضيات وشكوك وانعدام لليقين إلى جزء من السرد، وتحويل البحث عن الحقيقة إلى جزء من عَرْضِ الحقيقة المتحصّلة الناقصة بالضرورة، والوعي الواضح بأنّ جميع الأطوار التي يتكشّف من خلالها البحث هي أطوار مبنيّة بناءً وليست معطاةً أو مسبّقة، والإلحاح على السياق سواء كان الموضوع ذا أهمية معترف بها أو من عوالم قليلة الشأن، بحيث تغدو العلاقة بين البعد الجزئي والبعد السياقي الأكبر المبدأ الناظم في السرد.

المراجع