طرح بوتشيش عددًا من الأسئلة ليطلَّ به على مفهوم العدالة في خطاب هذه الآداب، والمرجعيات التي ترجع إليها، ليعمل على ترتيب أفكاره حول ثلاثة محاور أساسية إشكالية؛ توضيح معنى العدالة في الآداب السلطانية، وثانيًا مرجعيات المؤسسة لخطاب العدالة في الآداب السلطانية، وثالثًا التقصّ عن بذور حقوق الإنسان فيها. ويختم بحثه بمحاولة قراءة مؤثرات الآداب السلطانية في فكرنا وتجربتنا السياسية الراهنة. ثم يختار لذلك أربعة نصوص تأسيسية من هذه الآداب لينكبّ عليها في بحثه: "نصيحة الملوك" لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي، و"التبر المسبوك في نصيحة الملوك" للإمام الغزالي، و"الإشارة في تدبير الإمارة" لأبي بكر المرادي الحضرمي، و"الشهب اللامعة في السياسة النافعة" لأبي القاسم بن رضوان المالقي. وطالما أنّ خطاب العدالة يقوم على أضلاعٍ ثلاثة (المخاطِب "الكاتب/ الناصح"، والمخُاطبَ "السلطان/الذي به تصلح الأمة أو تتعثّ"، وموضوع الخطاب "العدالة التي تتمحور حولها النصائح والإرشادات") فالمؤلف يعاين مواقع هذه الأضلاع الثلاثة وفحواها في سيرة العلاقة بين السلطان ورعيته وسبل تحكيم العدل بها التي يصبح مضمونها، بموجب إحالات هذه الآداب ودلالاتها، مسؤولية الحاكم (الراعي) وطاعة الرعية. ويعترف بوتشيش بصعوبة المهمة التي أعدّ نفسه لها، فللوصول إلى مقاصده، أمامه الكثير من الصعوبات المنهجية والتشريحية والتنقيبية خصوصًا أنّ كثرة النصوص السلطانية وتعدّد أبواب "العدل" و"الشورى" في ثناياها. فقدّم إجابات مدروسة وجدية تستحق المناقشة.