تنبع أهمية معرفة وحدات القياس في المجتمعات الإسلامية خلال العصر الوسيط من كونها تساعد القارئ على معرفة بعض المسافات التي كانت تفصل بعض المناطق، وكذلك معرفة القياس بين بعض السلع التي تداول بيعها بين الناس، ومن خلال ذلك يمكن للباحث والمتتبع معرفة تلك الأمور بدقة. ولمّا كانت المقاييس هي أداة فصل وحكم بين الناس في أمورهم اليومية من بيوع وتحديد مسافة السفر، والأحقية في استغلال مياه العيون والأنهار وخيرات البحار والأبنية والتعمير، كان لزامًا على العلماء ابتكار وحدات للقياس. ويبدو أنّ وحدة الذراع لم تكن تفي بالغرض عندما يتعلق الأمر بقياسات صغيرة. وهو ما جعل العلماء يبتكرون وحدات أصغر كوحدة الشبر ووحدة الفتر ووحدة القبضة ووحدة الإصبع، وينسجون بينها علاقات حسابية مضبوطة ومنسجمة. وتبقى عملية تحويل وحدات الإصبع والقبضة والفتر والشبر إلى الوحدة المتريّة أمرًا من الأمور ذات الأهمية البالغة، لكونها تساعد القارئ والباحث على المعرفة الدقيقة ببعض القياسات التي لم يعد التعامل بها قائمًا، وتمكّنه من الوقوف على جزء من المعاملات السائدة خلال العصر الوسيط بالبلاد الإسلامية. حاولت الدراسة التعريف بوحدات الإصبع والقبضة والفتر والشبر، وتحويلها إلى الوحدة المترية لاستغلالها في الدراسات والأبحاث.