قراءة في كتاب "انبعاث الحدث" للمؤرخ فرانسوا دوس

​عاد الاهتمام مجدداً بالحدث، منذ ثمانينيات القرن العشرين، ويُمكن تفسير هذه العودة القوية إلى تغير موقع الحدث كخبر داخل المجتمعات الحديثة، وذلك انطلاقاً من الدور الذي بدأت وسائل الإعلام المختلفة تؤديه منذ حدث أيار/ مايو 1968، في فرنسا، وإلى اليوم. حول التحولات التي مر بها، يمكن العودة بشكل أساسي إلى كتاب: انبعاث الحدث لفرانسوا دوس، الذي يقدم نبذة تاريخية مفصلة عن تطور مكانة الحدث في الخطاب التاريخي، وفي مجموع العلوم الإنسانية والاجتماعية، خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين؛ إذ نسبح -في هذا الكتاب- مع الأطوار التي شهدها الحدث في الكتابة التاريخية الفرنسية، ونتعرف إلى مدى الخصوبة المتجددة لهذا المفهوم الذي يعيش ولادة نظرة جديدة في زمن طفرة الإعلام. ويجب الإشارة -هنا- إلى الرؤية المتميزة لهذا المؤلف؛ فهو لم يعط الحدث شكلاً خطياً أحادياً، وإنما وضعه ضمن سياق من التحولات الإسطوغرافية التي صاحبت الكتابة التاريخية في مرحلة القرن العشرين. لماذا الحديث عن ولادة جديدة للحدث؟ هل الأمر مجرد عودة لما كان عليه التاريخ في القرن التاسع عشر؟ وما الحدث الذي عاد؟ هل نعيش عودة بسيطة للحدث؟ أم أن الأمر يتعلق بنظرة جديدة ومقاربة مختلفة للحدث؟ إنها أسئلة طرحها المؤرخ فرانسوا دوس، محاولاً الإحاطة الشاملة بأجوبتها، من خلال تقديم الحدث كانبعاث وكعودة للاختلاف، وهي أسئلة مؤرقة تطرح نفسها بقوة على المؤرخين؛ فالأمر لا يتعلق فقط بمعرفة سبب عودة الحدث إلى الظهور مرة أخرى، بل يتعلق أيضاً بالتساؤل عن ماهية ما عاد تحت مسمّى "حدث".

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​عاد الاهتمام مجدداً بالحدث، منذ ثمانينيات القرن العشرين، ويُمكن تفسير هذه العودة القوية إلى تغير موقع الحدث كخبر داخل المجتمعات الحديثة، وذلك انطلاقاً من الدور الذي بدأت وسائل الإعلام المختلفة تؤديه منذ حدث أيار/ مايو 1968، في فرنسا، وإلى اليوم. حول التحولات التي مر بها، يمكن العودة بشكل أساسي إلى كتاب: انبعاث الحدث لفرانسوا دوس، الذي يقدم نبذة تاريخية مفصلة عن تطور مكانة الحدث في الخطاب التاريخي، وفي مجموع العلوم الإنسانية والاجتماعية، خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين؛ إذ نسبح -في هذا الكتاب- مع الأطوار التي شهدها الحدث في الكتابة التاريخية الفرنسية، ونتعرف إلى مدى الخصوبة المتجددة لهذا المفهوم الذي يعيش ولادة نظرة جديدة في زمن طفرة الإعلام. ويجب الإشارة -هنا- إلى الرؤية المتميزة لهذا المؤلف؛ فهو لم يعط الحدث شكلاً خطياً أحادياً، وإنما وضعه ضمن سياق من التحولات الإسطوغرافية التي صاحبت الكتابة التاريخية في مرحلة القرن العشرين. لماذا الحديث عن ولادة جديدة للحدث؟ هل الأمر مجرد عودة لما كان عليه التاريخ في القرن التاسع عشر؟ وما الحدث الذي عاد؟ هل نعيش عودة بسيطة للحدث؟ أم أن الأمر يتعلق بنظرة جديدة ومقاربة مختلفة للحدث؟ إنها أسئلة طرحها المؤرخ فرانسوا دوس، محاولاً الإحاطة الشاملة بأجوبتها، من خلال تقديم الحدث كانبعاث وكعودة للاختلاف، وهي أسئلة مؤرقة تطرح نفسها بقوة على المؤرخين؛ فالأمر لا يتعلق فقط بمعرفة سبب عودة الحدث إلى الظهور مرة أخرى، بل يتعلق أيضاً بالتساؤل عن ماهية ما عاد تحت مسمّى "حدث".

المراجع